إنّ جذب اهتمام أصحاب رأس المال الجريء يمكن أن يكون الحد الفاصل بين النجاح والفشل. تسعى الشركات الراسخة إلى جذب الاستثمار الخارجي في أوقات مختلفة، في حين أن تأمين التمويل للشركة الناشئة قد يكون ضروريًا إذا ما أريد لها أن تنهض وتعمل وتصبح لها مكانة في السوق.
يتبين من طبيعة ما يفعله أصحاب صندوق الاستثمار الجريء أنهم يراهنون بجدية في كل مرة يستثمرون فيها في أي شركة. أحيانًا يكسبون هذا الرهان، وأحيانًا يخسرونه. فلا يوجد “شيء مؤكد”، ولكن هذا لا يعني أن أصحاب رأس المال الجريء يتعاملون بعشوائية مع أموالهم.، بل على العكس، فهم يتحرون الدقة إذ لا توجد ضمانات، كما أنهم يعتمدون على “النجاحات” لتغطية تكلفة “الإخفاقات” التي سيتعرض لها أصحاب رأس المال الجريء بشدة بشأن من يشاركونه.
هناك دائمًا مجال لبعض “الحدس”، ولكن أولاً وقبل كل شيء، يعتمد أصحاب الاستثمار الجريء على مجموعة من المعايير لتقييم أي شركة، ومن المرجح أن يرفضوا هذه الشركة في البداية إذا لم تلب أيًا من هذه المعايير.
فما يتعلق بالمشاريع الجديدة، غالبًا ما تكون المبيعات قليلة أو معدومة، وقد تكون الخبرة الإدارية للمؤسسين ضئيلة، وقد تكون خطة العمل قائمة على مفهوم أو نموذج أولي. هناك الكثير من الأسباب التي تجعل أصحاب رأس المال الجريء لا يتنازلون عن أموالهم الاستثمارية بعشوائية.
إضافة إلى ذلك، بالرغم من أن العام 2020 قد شهد زيادة في تمويل المشاريع العالمية على أساس سنوي بنسبة 4% بما يصل إلى 300 مليار دولار، نجح عدد قليل من الشركات الناشئة، نسبيًا، في جذب رأس المال الجريء. تشير بعض التقديرات التي صدرت حديثًا من الولايات المتحدة إلى أن نسبة الشركات الناشئة التي تستطيع تأمين هذا النوع من التمويل لا تتعدى 6%.
ومن ثم، ينبغي للشركات الساعية إلى جذب الاستثمار الجريء أن تستوضح ما يبحث عنه أصحاب رأس المال الجريء وأن تعد نفسها وفقًا لذلك. وهذا لا يعني أن تبدو على غير حقيقتك؛ بل الأصح أنّ هذه المعلومات ستوجهك إلى ما تحتاجه لمنح نفسك أفضل فرصة لعقد هذه الصفقة المهمة للغاية.
إذن، ما هي النقاط والأسئلة الرئيسية التي سيتحقق منها أصحاب رأس المال الجريء أثناء تقييمهم لمزايا العرض الاستثماري؟ فيما يلي بعض الأمثلة لما يهتم به أصحاب رأس المال الجريء:
1. اثبت أنّ ثمة سوقًا كبيرة لمنتجك يجذب الاستثمار الجريء
بشكل عام، لن يهتم أصحاب رأس المال الجريء بالمنتجات المتخصصة، بل سيفضلون الاستثمار في شركة يحتمل أن تحقق نجاحًا تجاريًا هائلاً. وهذا يعني أنك ستحتاج إلى إثبات هذا الاحتمال بأن تظهر بوضوح الفجوة التي تعتزم سدها (أن تسد فجوة بدلاً من أن تكون منتجًا متخصصًا – لاحظ الفرق!) وأن هذه السوق ستكون سوقًا مربحة.
2. أظهر ما يميز منتجك لجذب الاستثمار الجريء
إن تحديد الفجوة في السوق شيء، وتطوير منتج لسد تلك الفجوة شيء آخر تمامًا. ما الذي يميز منتجك؟ لا توجد أي ضمانات على الإطلاق، ولكن هل يمكنك عرض منتجك أو شركتك بشكل يبين أنها تحظى بفرصة قوية للنجاح؟
3. امتلك فريقًا إداريًا صادقًا ومقنعًا لجذب أصحاب رأس المال الجريء
عندما تتطلع إلى تسويق مزايا شركتك لصاحب رأس مال جريء، فأنت تسوق فريقك الإداري أيضًا، سواء بقصد أو دون قصد. فعندما يعمد صاحب رأس المال الجريء إلى دراسة أي خطة عمل، فإنه سيرى من وجهة نظره أنه من المهم تقييم قدرة الفريق الإداري على تنفيذ هذه الخطة.
ومع وضع ذلك في الاعتبار، فإنه سيتطلع إلى رؤية أفراد ذوي خبرة ومؤهلين في المناصب الرئيسية. هناك دائمًا مجال للكفاءات الشابة ذات الأفكار الجديدة، ولكن أصحاب رأس المال الجريء سيرغبون أيضًا في رؤية ما يثبت الدراية الفنية وسجل الإنجازات الحافل على مستوى الإدارة العليا في الشركة.
4. تأكد من أنك في القطاع المناسب
في الماضي لاحظ المراقبون المطلعون أنه بالرغم من كل الحديث عن الأشخاص الجيدين والأفكار المثيرة، فإن أصحاب رأس المال الجريء سوف يميلون في النهاية إلى دعم الشركات في القطاعات “المناسبة”، أو بمعنى آخر القطاعات التي يُنظر إليها على أنها تقدم أفضل فرصة لتحقيق عوائد استثمارية كبيرة.
في الولايات المتحدة، أشارت التقارير الأخيرة إلى أن الجزء الأكبر من تمويل صندوق الاستثمار الجريء قد ذهب إلى قطاعات محددة على رأسها قطاعات الأعمال القائمة على الإنترنت، تليها الرعاية الصحية والاتصالات والبرمجيات.
5. امتلك غرفة بيانات حديثة ومناسبة لأصحاب الاستثمار الجريء
غرفة البيانات هي واحدة من العوامل الأساسية لجذب الاستثمارات الكبيرة – ليس ضروريًا من الناحية الفنية أن تمتلك واحدة، ولكن امتلاك غرفة بيانات جيدة سيجعل إجراءات العناية الواجبة أكثر فاعلية.
بدءًا من الوثائق القانونية وصولاً إلى خطط الأعمال والبيانات المالية للشركة، تُعتبر غرفة البيانات بمثابة النافذة التي يمكن للمستثمر أن يطلع منها على شركتك. ومن أهم هذه الغرف (إن لم يكن أهمها على الإطلاق) جدول رأس المال الذي يوضح المساهمين في شركتك وحصة كل مساهم فيها. بالمناسبة …
6. امتلك جدول رأس مال نظيف
قد يشكل هذا الأمر مشكلةً للشركات الناشئة والشركات الراسخة على حدٍ سواء. بالنسبة للشركات الناشئة، من المغري في المراحل الأولى من التشغيل، عندما تكون الاحتياطيات المالية منخفضة (أو معدومة)، أن تدفع الشركة لقاء الأنشطة المبكرة المتعلقة بالتطوير في صورة أسهم ملكية بدلاً من الدفع النقدي. ولكن تصبح أسهم الملكية التي تُوزع بهذه الطريقة أسهمًا راكدة، الأمر الذي لن يبدو بصورة جيدة في جدول رأس المال. قد يكون من المنطقي في ذلك الوقت أن تُوزع الأسهم بهذه الطريقة، ولكنه قد يؤدي إلى مشكلات في وقت لاحق، مما يفضي إلى جدول رأس مال غير واضح.
وبالنسبة للشركات الراسخة، يمكن أيضًا للآثار المترتبة على جولات التمويل السابقة أن تجعل جدول رأس المال يبدو فوضويًا، حيث يُحتمل أن يكون المستثمرون السابقون مالكين لأجزاء كبيرة من أسهم الملكية. من الناحية المثالية، يرغب أصحاب رأس المال الجريء في رؤية جدول رأس مال نظيف ومرتب، حيث يكون المؤسسون مالكين لما يصل إلى 75 – 95% من أسهم الملكية، وتكون هذه الأسهم موزعة بالتساوي نسبيًا بين هؤلاء المؤسسين (ما لم يكن هناك سبب واضح يبرر امتلاك أحد المؤسسين لنسبة أكبر).
كلما كان جدول رأس المال بعيدًا عن هذا النموذج الأساسي، أصبح صاحب رأس المال الجريء أكثر تحفظًا، حتى لو كان مهتمًا حقًا بالشركة.
سيراعي أصحاب رأس المال الجريء مجموعة واسعة من النقاط عند تقييم الشريك المحتمل. فإذا كنت شركة تبحث عن تمويل، فالأمر لا يتعلق فقط بعرض الأسباب التي تدفع أصحاب رأس المال الجريء إلى الموافقة، بل يتعلق أيضًا بإزالة الأسباب المحتملة التي قد تدفعهم إلى الرفض. من خلال معالجة مشكلات كتلك المذكورة أعلاه قبل التواصل مع صاحب رأس المال الجريء، ستعزز فرص نجاحك.
هل أنت شركة ناشئة تتطلع إلى جذب الاستثمار من كبار أصحاب رأس المال الجريء في العالم؟
اتصل بنا وتعرف على ما يمكن لشركة جلوبال شيرز أن تقدمه لك من أجل أن ينظر أصحاب رأس المال الجريء إلى شركتك بإيجابية.
يُرجى ملاحظة ما يلي: يحتوي هذا المنشور على معلومات عامة فقط ولا تصدر Global Shares، من خلال هذه المقالة، أي مشورة، سواء كانت قانونية أو مالية أو ذات صلة بالضرائب أو ذات صلة بالأعمال التجارية أو مهنية أو غيرها. أكاديمية Global Shares ليست بديلاً عن المشورة المهنية ولا ينبغي استخدامها بهذه الصفة. لا تتحمل Global Shares أي مسؤولية عن الاعتماد على المعلومات المقدمة في هذا المستند.